الثلاثاء، 20 يونيو 2006

دورة الماكروبيوتك من الالف الى الياء

دورة الماكروبيوتك من الالف الى الياء

دورة الماكروبيوتك من الالف الى الياء الماكروبيوتك للمبتدئين  اضرار نظام الماكروبيوتك

الماكروبيوتيك، ما هو؟

الماكروبيوتيك هو نظام الكون الكائن في كل كائن... هو عيش الإنسان للغريزة المغروزة في قلبه... وللحقيقة التي يبعثها الخالق معه منذ بدء الخلق.

جميع المخلوقات تولد موصولة وتعيش صِلتها وأصلها إلا الإنسان الذي أضلّ طريقه وفقدَ سماته الإلهية وأخذ الطريق الأبعد عن حقيقته وعن ذاته، فأصبح يرى في البعد أصله وفي القرب فصله... ابتعدَ عن الأرض وما تعطيه واتجه نحو العُلب وما تحويه فأخذت الأمراض تزداد وتتشعّب... لذلك كان لابد من العودة إلى النظام السليم الذي بُنيَ عليه الإنسان...

يُعد الماكروبيوتيك من أقدم الأنظمة الطبيعية حيث استعملت كلمة ماكروبيوتيك في اليونان القديمة وذلك بمعنى فن الصحة وطول العمر من خلال العيش بتناغم مع البيئة. أما في العصور الحديثة، فقد أعاد الفيلسوف الياباني جورج أوشاوا استعمال هذه الكلمة بغية تصوير طريقة الحياة الصحية مظهراً الحيوية التي يشعر بها الشخص الذي يتمتع بصحة جيدة. وإذا ما أردنا أن نشرح معنى هذه الكلمة، لا بد أن نقوم بتقسيمها: كلمة ماكرو تعني الضخم أو العظيم، أما كلمة بيو فتعني الحياة... وبعبارة أخرى، إذا اتبع الإنسان نظام غذائي مناسب، فستسنح له الفرصة بأن يحيا حياة عظيمة مليئة بالمغامرات والحرية والابتكار. وقد أمضى أوشاوا القسم الأكبر من حياته وهو ينشر فلسفة الماكروبايوتيك ساعياً إلى إصلاح الأنظمة الغذائية في كل أنحاء العالم. ومنذ وفاته في أوساط الستينات، واصل أصدقاؤه وتلامذته عمله هذا، ومن بينهم نذكر ميشيو كوشي.

لا يقوم النظام الغذائي الماكروبيوتيكي على نظام غذائي محدد، وبما أن كل إنسان يتميز عن الآخر، ويعيش في بيئة مختلفة، ولديه احتياجات متعددة، ويمارس عملاً مختلفاً، تتفاوت الأنظمة الغذائية المتبعة بين شخص وآخر.
ويأخذ النظام الماكروبيوتيكي بعين الاعتبار تطوّر الإنسانية وعلاقة الإنسان بالبيئة وحاجاته الشخصية. فهو ليس نظاماً وقائياً يهدف إلى الحفاظ على صحة جيدة وإلى خفض نسبة الإصابة بالأمراض فحسب، بل يُستخدم أيضاً كطريقة علاجية لكل المرضى الذين يرغبون باستعمال الطرق الطبيعية للشفاء.

وبالرغم من أن مبادئ الطعام الماكروبيوتيكية تمارس في عدة حضارات تقليدية، إلا أن الأساس الفلسفي للماكروبيوتيك يبقى دراسة التغيّر - وبشكل خاص، مبادئ النسبية، أو الين واليانغ (الأنثى والذكر) - وهي أساس كل الفلسفات الشرقية والثقافات والفنون والطب...
إن التغيير هو نظام ثابت… كل نقطة يتغير فيها كل ما فيها…


الطريقة الماكروبيوتيكية:

يهدف الماكروبيوتيك إلى جعل الإنسان يكتشف طاقاته الجسدية وإلى أن يعيش دون أن يتخطّاها... فبهذه الطريقة، يعرف نفسه بتواضع لا باستكبار؛ إذْ عندما نعتقد أنه يمكننا القيام بكل ما نريده، نصبح متكبّرين ومتعجرفين… والاستكبار هو أساس المرض…

فعندما نعيش حياتنا من دون أن نتخطى حدودنا الجسدية، تتحرر أرواحنا...
ويسعى الماكروبيوتيك إلى إطلاق العنان للروح، إذ أن الحرية موجودة في روحنا، لذلك نحن قادرون على التفكير بأي شيء وإنما نفتقر إلى الحرية البيولوجية والوظائفية، فهكذا نستطيع أن نأكل شتى أنواع المأكولات، شرط أن نعرف نظام التوازن…

إن الماكروبيوتيك نمط حياة… وليس نمط ريجيم أو حِمية غذائية… إنه حرية الاختيار والاختبار … لنتعرّف معاً على دور الإنسان وهويته… ولنتذكر بأننا عائلة واحدة وجسد واحد… وفي الاتحاد قوة… والله يحب الإنسان القوي… ولنحترم هذه الأمانة وكل واحد منا مسؤول عن جسده فلجسدك عليك حق…

طاقة الأنثى والذكر

كل شيء في الكون يتغيّر باستمرار...
كل ما يحيط بنا يتغير… الليل إلى نهار… والصيف إلى شتاء… والبرد إلى دفء… والشباب إلى موت… والحياة إلى نهاية… والحركة إلى سكون وهكذا دواليك...


نحن محاطون بقوتين جبارتين متعارضتين وإنما متمّمتين ومكملتين لبعضهما البعض… وتقودنا هاتان القوتان لكي نجد التناغم بين جسدنا وعقلنا… ويُطلق على هاتين القوتين لقب الين واليانغ… وهي كلمات يابانية تعني الأنثى والذكر.

ويكوّن الين واليانغ وحدة موحدة … تماماً مثل الأنثى والذكر… فهما يعتمدان على بعضهما البعض… فتمثل هذه القوى المتعارضة نشاطا متوازناً…

ويركّز الماكروبيوتيك على فعالية الين واليانغ في الحياة اليومية، فيندرج ضمن الين الانتشار والتشتت والتوسع والانفصال، مشكلاً بهذا اندماجاً للطاقة الخارجية أي المادية… ويندرج في المقابل التنظيم والاجتماع والتقلص ضمن اليانغ مشكلاً بهذا الطاقة الداخلية أي الروحية.

ويعتبر الين واليانغ من أهم القوى الأساسية والأولية. ويمكن إدراك كل تغيير أو حركة أو تكوين أو تفاعل بالإضافة إلى الظواهر كافة بواسطة الين واليانغ.

أما في العالم الذي يحيط بنا، فتعرض الشمس والنهار والحرارة والصيف صفات اليانغ في الوقت الذي يعكس القمر والليل والبرد والشتاء المزيد من صفات الين.

ويمكننا أن نرى في الجسم البشري الحركة المستمرة للين واليانغ عبر توسع وتقلص القلب والرئتين والمعدة والمعي. وينتمي الإنسان والحيوان، بكونهما كائنات مفعمة بالنشاط، إلى اليانغ أكثر من النباتات الجامدة التي تنتمي إلى الين.

فإذاً الحياة هي رقصة بين الذكر والأنثى… كل خلية في جسدنا تهوى هذه الرقصة… وكل طاقة نور… وكل نفس… وكل فكرة وكل كلمة وصوت وصمت…

الطاقة هي رقصة الكون… وما الحياة إلا رقصة فرح وصحة وصحوة… فأهلاً بنا جميعا لبناء هذه الرقصة في الغذاء… وفي أبعاد الفضاء...
وقد أدرجنا صفات الين واليانغ في الجدول أدناه لكي يتسنى لكم أن تتطلعوا عليها بوضوح:





الين (الأنثى(
اليانغ (الذكر)
الصفات

النابذة
الجاذبة


التوسع
انتشار
التفريق
التشتت
الانفصال
التحليل
التفسخ
التقلص
الاندماج
التنظيم
الاستيعاب
الاجتماع
التركيب
التوحد
الأعراض

أفقيا باتجاه الأعلى وخارجيا، فوق الأرض
أفقيا باتجاه الأسفل وداخليا، تحت الأرض
التوجيهات (في زراعة النبتة(

عموديا
أفقيا
الموقع

أشد ظلمة
أكثر إضاءة
الضوء

أقل ناشطة، أبطأ
أكثر نشاطا، أسرع
الحركة

طول موجي أقصر، تواتر أعلى
طول موجي أكثر طولا، تواتر منخفض
الذبذبة

ليل
نهار
الإيقاع اليومي

فكري
جسدي
النشاط

أنثى
ذكر
الجنس

نباتي
حيواني
علم الأحياء

الشتاء
الصيف
الفصول

أكثر بردا
أكثر حرارة
الحرارة

أكثر خشونة
أكثر نعومة
النسيج

أنعم
أقسى
الكثافة

أخف
أثقل
الوزن

أكثر رطوبة
أكثر جفافا
الرطوبة

أكثر علوا
أكثر انخفاضا
الارتفاع

أكبر
أصغر
الحجم

بنفسجي، نيلي، أزرق، برتقالي، أحمر
أخضر أصفر
اللون

الأزوت، الأوكسيجين، البوتاسيوم، الفوسفور، والكالسيوم.. إلخ
الهيدروجين، الكربون، الصوديوم، الزرنيخ، والماغنيزيوم.. إلخ
المواد الكيمائية

القمر
الشمس
الأجسام السماوية

الفضاء
الزمن
الأبعاد



يمكن تصنيف الأطعمة والمشروبات التي تشكل البيئة الداخلية وفقاً لعلاقتها المتضادة والمتكاملة...
وتعمل أنواع الطعام والشراب المختلفة بما لها من قدرة على توليد الوظائف المتضادة والمتكاملة، على حثّ أجزاء معينة في الجسم وإحداث وظائف معينة، حيث يُنتج الطعام والشراب من فئة الين بنى ووظائف الين، بينما يُنتج الطعام والشراب من فئة اليانج بنى ووظائف اليانج.

تتغيّر حالتنا اليومية وفقاً لنوعية ما نتناوله من طعام أو شراب في غذائنا اليومي حيث يُحدث الطعام والشراب تغييرات في نوعية الدم والتفاعلات العصبية مما ينتج عنه تغيّرات في بنية الجسم على المدى الطويل، وتغيّرات في الوظائف على المدى القصير، ومثال على ذلك: تمدد الشعيرات الدموية والتخلّص النشط من العرق والتبوّل (وظائف الين) ينتج من الإفراط في تناول السوائل (ين)، وتقلّص الأنسجة والأعصاب والأوعية الدمويّة (وظائف اليانج) ينتج من الإفراط في تناول الملح (يانج). وهنالك العديد من التفاوتات في ردود الأفعال والآثار ودرجة التأثر من حيث الين أو اليانغ الناتج عن الأنواع المختلفة للطعام والشراب والجمع بينهما وطرق طرحها.

كذلك فإن الأنشطة الذهنية والبدنية هي عوامل تؤثر أيضاً في التسريع في خلق حالة تميل أكثر إلى اليانج، بينما الراحة والنوم خاصة مع الإكثار من تناول الطعام والشراب، يؤدي إلى خلق حالة تميل أكثر إلى الين. وفي ما يلي جدول يبين تصنيف أنواع الأطعمة وفق التدرّج من أقصى الين إلى أقصى اليانج:


النظام الغذائي الماكروبيوتيكي


يعتمد النظام الغذائي الماكروبيوتيكي على تحقيق التوازن بين طاقتي الأنثى والذكر (الين واليانغ) في الغذاء حيث أن جميع الأمراض تنتج عن عدم هذا التوازن.
وُضع هذا النظام من خلال دراسة بنية أسنان الإنسان التي تدل على طبيعة ونسبة الأطعمة التي يجب أن يتناولها، فنجد أن للإنسان أربع أنياب فقط وذلك يدل على النسبة القليلة التي يحتاجها الإنسان من المواد الحيوانية مقابل 28 سن منها 12 مطحنة لطحن الحبوب وبالتالي نجد أن النظام الماكروبيوتيكي هو النظام الغريزي الذي يجب أن يحيا عليه الإنسان ويتكون هذا النظام من:

أولاً:
حبوب حنطة مثل القمح والأرز والذرة والشعير والشوفان، بنسبة أقلها 50% وبشكلها الكامل غير المصنّع، أو بشكل البرغل، طحين، خبز، معجنات، معكرونة..... وكلّها يجب أن تكون مصنوعة من الحنطة الكاملة مع قشورها.

ثانياً:
20%-30% خضار ويجب أن تكون من المناطق المحلية القريبة، إذ أن لكل منطقة من العالم ميّزات خاصة بها تتلاءم فيها الطبيعة مع البشر والحيوان. وتؤكل هذه الخضر في موسمها. كما يجب التنويع في أنواع الخضار وأن تكون من فوق سطح الأرض ومن تحته. وفي حين يطبخ ثلثا هذه الخضر يؤكل الثلث الباقي نيئاً أو في السلطة، أو حتى مغلي أو مطبوخ قليلاً على البخار، ويمكن تقديم قطعة كبيس مُعدّة بمياه الملح وليس بالخل.

ثالثاً:
البقوليات والأعشاب البحرية التي ينبغي أن تشكل من 10% إلى 15% من الاستهلاك اليومي ومن هذه البقوليات: الحمص والعدس والأدوكّي والبازلاء والصويا والفاصوليا السوداء، أما أنواع الفاصوليا الباقية فيجب أن تستهلك بكمية أقل. أما الأعشاب البحرية فيمكن أن تحضّر بعدة طرق ومن أمثلتها الكومبو والواكامي والهيجيكي والنوري.

رابعاً:
5% حساء يحتوي الميزو أو التماري ما يعادل فنجان شاي، ولا يكون مالحاً ويحتوي على أعشاب بحرية وخضر وأحياناً بقوليات أو حبوب ولابد من تنويع وصفات التحضير دائماً.

يجب أن يستعمل الزيت النباتي مثل زيت السمسم أو زيت الذرة أو زيت الزيتون ويجب أن تكون جميع الزيوت مكبوسة على البارد.


بعض النصائح المفيدة:

• استخدام أواني الطبخ المصنوعة من الفولاذ الصامد (ستانليس ستيل 18/10) والحديد المسبوك أو المواد الخزفية والفخار بدلا من الأواني المصنوعة من الألمنيوم أو النحاس أو التيفال.
• من المستحسن استخدام فرن غاز أو فرن على الحطب بدلا من أجهزة الطبخ الكهربائية أو المايكرووايف التي تصدر ذبذبات تشويشية مؤثرة على الطعام.
• امضغ كل لقمة من الطعام بشكل جيد، أي حوالي خمسين مرة أو أكثر إلى أن تسيل في الفم. كما يجب تفادي تناول الطعام بثلاث ساعات قبل النوم.
• تجنّب تناول الأطعمة التالية: اللحم والدجاج واللبن والزبدة والجبنة والبيض والسكر والعسل والشوكولا وغيرها من الحلوى المكررة والفواكه الاستوائية والخضار والطحين المكرر بالإضافة إلى الأطعمة التي تحتوي على التلوين الاصطناعي والمنكهات والمواد الحافظة وغيرها من المواد المضافة والمعلبات...
• تتضمن الأطعمة التي يمكن تناولها بضع مرات في الأسبوع حسب الرغبة: الأسماك، الأطعمة البحرية، الفاكهة، البذور، الجوز، وجبات صغيرة من الحلوى (المحلاة بشكل طبيعي بالدبس أو عسل الرز) وعصير الرز وحلاوة الرز وغيرها من المحليات المصنوعة من الحبوب.
• لنتذكر معاً بأن الطعام الطبيعي الكامل والمتوازن هو المطلوب والمرغوب للوقاية وللعلاج من جميع الأمراض… فالطعام يتحول إلى دم والدم إلى جسم… هذه هي الحقيقة التي علّمها أبو الطب أبقراط لجميع تلاميذه.. ولكن مع مر الزمن تلاشت الحقيقة وعادت الآن إلى الظهور بعدما ظهرت الأمراض في باطن الأرض وظاهرها وفي أهلها… والآن ليس في عالم الغرب والشرق فحسب بل في عالم العرب أيضاً....
الصحة صحوة ولنعد معاً إلى احترام أجسادنا وأمنا الأرض… هذه هي المسيرة وبالرغم من كل الصعوبات فالحقيقة تشع كالشمس ولا يعرفها إلا الأصحاء لأن الصحة تاج على رؤوس الحكماء… فلنطلب العلم والحكمة…

تدليك المسارات والتدليك الذاتي


تسري الطاقة في جسم الإنسان عبر أربعة عشر مساراً حيث يرتبط كل مسار بعضو محدد ويحوي المسار على الألوف من النقط منها ما يسمى نقط الأم ومنها ما يسمى نقط الأولاد.
ينشأ المرض نتيجة الاختلال في سريان الطاقة في هذه المسارات الذي يسببه النظام الغذائي الغير مناسب لجسم الإنسان أو الحالة النفسية السيئة.
ويعتبر تدليك المسارات أحد العلاجات الشافية من عدد كبير من الحالات المرضية شرط أن تمارس من قبل شخص خبير في هذا المجال حيث يقوم بفحص مسارات الجسم ويحدد المسارات الضعيفة ويعمل على تقويتها عن طريق العمل على نقاط محددة الأمر الذي يؤدي إلى تحسين جريان الطاقة في الجسم وفي ما يلي بعض الحالات الشائعة التي التي يساعد تدليك المسارات في شفائها:
- آلام الظهر.
- الصداع والشقيقة (ألام الرأس).
- آلام الرقبة.
- الأوجاع المشتركة وقلة الحركة.
- المشاكل الحيضية. (الشهرية).
- مشاكل الهضم.
- عوارض رئوية (متعلقة بداء الربو وداء الرئة).
- جروح بسبب الرياضة.
- الاكتئاب.
نظام الكون

المبادئ السبعة لنظام الكون...

1. كل شيء نراه هو من الواحد الأحد
2. كل شيء يتغير… التغيير نظام ثابت
3. كل التناقضات مكمّلة ومتمّمة لبعضها البعض
4. لا توجد أشياء متماثلة… أي لا يوجد أي شيء مثل أي شيء آخر… لا توجد حبة رمل مثل حبة رمل أخرى…
5. كل شيء له وجهان… كل صعود يقابله هبوط…
6. الوجه الكبير له ظهر كبير… أي الثروة الكبيرة لها مسؤولية كبيرة…
7. كل بداية لها نهاية…


القوانين الاثني عشر لنظام الكون...

1. من اللامحدود يتناغم الأنثى والذكر في تناغم مستمر وفي تغيير مستمر.
2. الأنثى والذكر قوة من الله الواحد الأحد في كل المخلوقات…
3. الأنثى تمثل الطاقة الانتشارية الصادرة كالعطر… والذكر يمثل الطاقة الجاذبة إلى المركز كالملح… الأنثى والذكر معاً يمثلان طاقة كل المخلوقات…
4. الأنثى تجذب الذكر والذكر يجذب الأنثى
5. الأنثى ترفض الأنثى وكذلك الذكر يرفض الذكر…
6. خلط الذكر والأنثى في نسب متفاوتة يعطي نتيجة حسب نسبية الخلطة… الأفضل والأصح أن تكون النسب حسب الطلب والنوعية والكمية حسب الرقصة والتناغم المطلوب…
7. التغيير نظام ثابت… الأنثى تتحول إلى ذكر وكذلك الذكر يتحول إلى أنثى… أي كل طاقة سريعة الزوال…
8. لا أنثى بدون ذكر ولا ذكر بدون أنثى ولكن بنسب مختلفة…
9. لا طاقة محايدة… إما أنثى أو ذكر حسب نوعية الطاقة
10. الأنثى الكبيرة تجذب الأنثى الصغيرة… والذكر الكبير يجذب الذكر الصغير…
11. طاقة الأنثى في قمتها ونهايتها تتحول إلى ذكر… وطاقة الذكر في نهايتها تتحول إلى أنثى…
12. جميع المظاهر الجسدية والمجسّمة تكون ذكر في الداخل أي في الوسط وأنثى في الخارج أي المظهر….


يمكن للإنسان أن يعمل على تدليك نفسه بنفسه بشكل يومي من خلال التركيز على بعض النقط الهامة في الجسم... وتعتبر هذه التمارين مكملة لنظام الماكروبيوتيك حيث لا بد من اتباعهما معاً لأخذ أقصى استفادة ممكنة، الأمر الذي يساعد على التغلب على الكثير من الضغوطات والمشكلات اليومية التي نواجهها

اقتراحات ماكروبيوتيكية لحياة سليمة


إن الماكروبيوتيك وسيلة حياة ترتكز على العيش بتناغم مع الطبيعة من خلال نظام غذائي كامل ومتوازن، ونمط حياة نشيط مع احترام البيئة الطبيعية…

ولذلك أقدم لك يا صديقي مجموعة من النصائح المفيدة على أمل أن تتبعها وأن تعتمدها في حياتك اليومية لكي تشعر بالأمان والسلام في جسدك… لجسدك عليك حق ...
• لا تأكل إلا عند الشعور بالجوع.
• المضغ السليم (حوالي خمسين مرة أو أكثر للقمة الواحدة) مهم بالنسبة إلى إتمام عملية الهضم واستيعاب المواد المغذية.
• كُلْ بطريقة منتظمة، فعندما تأكل اجلس بطريقة مستقيمة وخصص وقتاً بغية التعبير عن امتنانك للحصول على الطعام… ولا تنسى الشكر والحمد قبل وبعد الأكل…
• يمكنك أن تأكل على نحو نظامي مرتين أو ثلاث مرات في النهار قدر ما تشاء شرط أن تكون الحصص صحيحة وشرط أن يتم مضغ كل لقمة بشكل كامل. من المستحسن أن تترك الطاولة وأنت شبعان ولكن ليس متخم.
• اشرب السوائل بطريقة معتدلة فقط عندما تشعر بالظمأ… ولا تشربها أثناء الأكل…
• من أجل نوم عميق ومريح، عليك أن تأوي إلى الفراش قبل منتصف الليل وأن تتجنب الأكل قبل موعد النوم بثلاث ساعات على الأقل…
• اغتسل قدر ما تشاء، ولكن تجنب الاستحمام لفترة طويلة بمياه ساخنة التي من شأنها استنفاذ المعادن من الجسد… لا تستخدم المغطس إلا نادراً… يُفضل الاستحمام واقفاً تحت الدوش…
• استخدم مستحضرات التجميل ومنتجات التنظيف المصنوعة من مواد طبيعية وغير سامة. تجنّب المنتجات المعطرة كيمائياً. استخدم المستحضرات الطبيعية من أجل العناية بالأسنان وتنظيفها.
• ارتدِ الملابس القطنية قدر الإمكان لاسيما الثياب الداخلية. تجنب ارتداء الملابس المصنوعة بالطرق الصناعية أو الملابس الصوفية التي تحتك بالجلد بشكل مباشر. تجنب وضع الزينة المبالغ فيها على الأصابع أو المعاصم أو العنق أو أي جزء آخر من الجسد.
• أمضي بعض الوقت خارج البيت إذا كان بإمكانك الخروج... امشي على العشب أو الشاطئ أو التراب لمدة نصف ساعة يومياً. تعرّض لضوء الشمس المباشر لبعض الوقت.
• مارس الرياضة على نحو منتظم. يمكن للنشاطات هذه أن تتضمن المشي، اليوغا، الفنون الدفاعية، والرقص، إلخ…
• ضع بعض النباتات الخضراء في منزلك بغية إنعاش الهواء بالأكسيجين. افتح النوافذ يومياً بهدف السماح للهواء النقي بالدخول حتى عندما يكون الطقس بارداً.
• حافظ على نظافة منزلك لاسيما الأماكن التي يتم تحضير الطعام وتقديمه فيها.
• من أجل تقوية الدورة الدموية وبغية التخلص من السموم، ينبغي عليك أن تفرك جسدك كله بمنشفة ساخنة ورطبة صباحاً ومساءاً. في حال تعذر عليك القيام بذلك، افرك على الأقل يديك وقدميك وأصابعك وأصابع قدميك.
• تجنب استخدام أجهزة الطبخ الكهربائية (كالأفران والمواقد) بالإضافة إلى أفران المايكرووايف. من المستحسن استخدام فرن غاز أو فرن على الحطب.
• استخدم أواني الطبخ المصنوعة من المواد الخزفية أو الحديد المسبوك أو الفولاذ الصامد (ستانلس ستيل عيار 18 / 10) بدلا من الأواني المطلية أو المصنوعة من الألمنيوم.
• خفف من استعمال التلفزيون والكمبيوتر والخليوي قدر المستطاع. احمي نفسك عند استخدام الكمبيوتر من الحقول المغنطيسية الكهربائية بواسطة حاجب واقِ يوضع على الشاشة بالإضافة إلى أجهزة وقائية أخرى … ضع نبتة خضراء قرب أي شاشة لامتصاص الأشعة الضارة…
• أنشد أغنية وترنّم بها… الغناء غذاء جسدي وروحي…
• ارسم ابتسامة على وجهك قدر الإمكان وتذكر دوماً أنك عندما تضحك، تضحك لك الدنيا… الابتسامة تنشط جميع عضلات الجسد برفق وبلين… الابتسامة أجمل دعوة ودعاء ووديعة في قلوب الأقوياء والضعفاء…



أسئلة مألوفة

س: هل يُسمح بتناول أي من المنتجات الحيوانية؟

ج: إن النظام الماكروبيوتيكي بالرغم من أنه يعتمد في جزء كبير منه على الأغذية النباتية إلا أنه ليس نظاماً نباتياً، حيث يمكن للإنسان السليم أن يتناول القليل من المواد الحيوانية بين فترة وأخرى، شرط أن يكون قد اتبع النظام الماكروبيوتيكي لفترة لا تقل عن الشهرين وذلك حتى تعود العلاقة بين الإنسان وجسده إلى أصلها، فيُصغي الإنسان إلى احتياجاته الخاصة لا إلى احتياجات المجتمع والعادات الغذائية السيئة... فبعد هذه الفترة يستطيع الإنسان أن يعرف ما يُلائمه من أغذية، وينصح الماكروبيوتك بتناول كمية قليلة من السمك عند الشعور بالحاجة للحوم.

س: هل المكملات الغذائية كالفيتامينات والمعادن جزء من النظام الماكروبيوتيكي؟

ج: : في بعض الأحيان قد يضطر الأشخاص الذين بدؤوا مؤخراً باعتماد النظام الغذائي الماكروبايوتيكي إلى استعمالها وإنما ذلك لفترة مؤقتة فقط. غير أننا لا ننصح باستعمالها لفترة طويلة، إذ أن هدفنا هو أن نحصل في نهاية المطاف على حاجتنا من المواد المغذية من طعامنا اليومي…
فإذا كنا نتبع نظام غذائي متوازن ومتنوع، عندها لن نحتاج إلى أي ملحقات صناعية.

س: ما هو الفرق بين النظام الغذائي النباتي والنظام الغذائي الماكروبيوتيكي؟

ج: لا يعارض الماكروبيوتيك استعمال الأطعمة الحيوانية إذ أنه وفقا للظروف، قد تكون بعض الأطعمة الحيوانية ضرورية ولازمة. فعلى سبيل المثال، قد يحتاج سكان الإسكيمو الذين يقطنون مناطق القطب الشمالي إلى تناول اللحومات بسبب المناخ. وليس النظام الماكروبيوتيكي نظاماً قاسياً وإنما هو مجموعة من المبادئ التي نستعملها لننظّم نظامنا الغذائي ونعدّله وفقا لوضعنا وميراثنا ونمط حياتنا وعمرنا بالإضافة إلى حاجاتنا الشخصية الأخرى.

س: كيف يعمل النظام الماكروبيوتيكي على تقوية الصحة؟

ج: يقوّي النظام الماكروبيوتيكي الصحة عبر طريقتين؛ تتمثل الأولى بالتخلص من الأطعمة الضارة والسامة، وبهذه الطريقة يتخلص الجسد من السموم بطريقة طبيعية.... أما الطريقة الأخرى، فتكون بتأمين حاجات الجسد الغذائية من خلال نظام غذائي متوازن. وهكذا ينقى الجسد ويشفى بفضل وسائل الشفاء الذاتية الطبيعية… النقاوة بحد ذاتها دفاع ومقاومة…

س: هل يوافق الأطباء على اعتماد النظام الماكروبيوتيكي؟

ج: يحظى موضوع الماكروبيوتيك مثله مثل سائر المواضيع الأخرى بموافقة البعض وبرفض البعض الآخر. فيفتقر معظم الأطباء للخبرة في مجال الماكروبيوتيك... كما أنهم لم يتلقوا الدروس الجيدة والكافية حول التغذية في الجامعات الطبية. أما الخبر الجيد فهو أنه وبشفاء الكثير من المرضى الذين اعتمدوا النظام الماكروبيوتيكي والذين كانوا قد صُنّفوا كحالات مستعصية ومستحيلة الشفاء، بدأ الكثير من الأطباء يتأثرون بالنتائج الإيجابية هذه وباتوا ينصحون مرضاهم باعتماد الماكروبيوتيك. وبالرغم من أن عدد الأطباء الذين يعترفون بفضل الماكروبيوتيك على عمليات الشفاء من الأمراض ما زال صغيراً، إلا أن نصيحتنا لكم هي أن تسعوا إلى إيجاد طبيب صادق يكون على الأقل منفتحاً لفكرة العمل بواسطة المقاربـة الماكروبيوتيكية.. وإذا رفض الطبيب التجاوب معكم فالأفضل أن تجدوا طبيباً آخر… الغذاء هو الداء والدواء…

س: ماذا يقول الماكروبيوتيك بالنسبة للقيام بالتمارين الرياضية؟

ج: الماكروبيوتيك ليس نظاماً غذائياً فقط، بل هو نظام حياة أيضاً يُقرّ بأهمية النشاط الجسدي والصحة العقلية والعاطفية... إن للتمرين الذي تختارونه علاقة بنمط حياتكم، سواء أكان المشي أو التأمل أو الركض أو اليوغا، إلخ… ويتوجب على الجميع أن يجدوا الوقت للقيام ببعض التمارين، فيبدؤون ببطء ومن ثم يزيدونها عندما تتحسن قدرتهم على ذلك. ويجد العديد من الأشخاص أن نتائج تمارينهم الروتينية تكون أفضل إذا رافقها نظام غذائي ماكروبيوتيكي، وذلك لأن هذا النظام يمكنه مساعدة مرونتك وقوتك.

س: هل نحتاج إلى تناول الأطعمة العضوية؟ أي الأطعمة الطبيعية بدون كيماويات مضافة…

ج: ننصح ذلك بقوة قدر الإمكان، وذلك لأن المبيدات والأسمدة الموجودة في الأطعمة تؤدي إلى الإصابة بالسرطان، وإلى خلل في تصرف أطفالنا بالإضافة إلى شتى أنواع المشاكل الصحية. وإنه من السهل جداً الحصول على كافة الحبوب والأطعمة العضوية عن طريق الشركات التي تؤمن الأطعمة الطبيعية... ويبرز التحدي في معرفة اختيار الخضار الطازجة، فابحثوا جيداً في الأسواق المحلية وتذكروا أنكم بحاجة لتناول مجموعة متنوعة وأصناف متعددة من الخضار التي ينصح بها النظام الماكروبيوتيكي. أما في حال عجزتم عن الحصول على مجموعة كبيرة من المواد العضوية، فأضيفوا عندها بعض المواد غير العضوية بهدف التنويع ولكن احرصوا على أن تغسلوها جيداً بالماء وملح البحر غير المكرر.

س: ما هو رأيكم بالأطعمة المجلدة والمعلبة؟
ج: ننصح بتناول الأطعمة الطازجة قدر الإمكان.

س: هل يتضمن النظام الغذائي الماكروبيوتيكي مشتقات الحليب؟
ج: كلا وذلك لأنه قد تم ربط المنتجات هذه بمجموعة من المشاكل الصحية، بما فيها المغص عند الأطفال، كما تشكل السبب الأساسي لمعظم حالات الحساسية والسكري.
فالتغذية الأفضل للطفل موجودة في حليب الأم، وليس في حليب البقر. أرضعوه حولين (سنتين) إذا أمكن، وعندها لا يحتاج إلى أي حليب بل يحتاج إلى منتجات أمنا الأرض، وينتقل العديد من الأشخاص مباشرة بعد مرحلة الإرضاع إلى إطعام الطفل الحبوب وغيرها من الخضار والأطعمة ذات النوعية الجيدة.

س: كيف يمكننا الحصول على الكلسيوم إذا امتنعنا عن تناول الحليب والبيض وغيرها من مشتقات الحليب؟
ج: تحتوي الكثير من الخضار والحبوب ومنتجاتها على نسب كبيرة من الكالسيوم، بما في ذلك جبنة الصويا (التوفو) والفاصوليا والملفوف وغيرها من الخضار ذات الأوراق الخضراء… والسمسم وجميع أنواع الحنطة… اسألوا البقرة ماذا تأكل وماذا تشرب…!
كما وتبرز الأعشاب البحرية كمصدر للكلسيوم ولمواد معدنية أخرى، فالهيجيكي يحتوي على الكلسيوم أكثر بأربع عشرة مرة من نفس الكمية الموجودة في الحليب وامتصاصها أفضل من أي كالسيوم حيواني…

المعالجة الطبيعية


تطور الطب الحديث بحيث أصبح قادراً على مداواة أعراض المرض. فإذا أصاب السرطان المعدة مثلاً من الممكن استئصال جزء من العضو فيشفى من المرض. وينطبق الأمر نفسه على الأمراض المعدية التي ينصح الأطباء بالوقاية منها باللقاح وهو عبارة عن حقن كمية صغيرة من البكتريا فتأتي الإصابة المرضية طفيفة. إلا أن ذلك لا يعني إلغاء سبب المرض في أي حال. علينا أن ندرك، مدى جهلنا لماهية الحياة والصحة.

ففي ما يتعلق بالمسائل الجوهرية المرتبطة بالحياة نحن اليوم على ما يبدو وسط ما يعرف (بعصر الجهل). وقد برهن التقدم طوال ثلاثة إلى أربعة آلاف سنة أننا ربما لا نسير على الطريق الصواب. فعلينا إذاً إعادة تقييم مسارنا الحالي وطريقة تفكيرنا بما فيه من فهم لطبيعة الإنسان والكون. ويميل كثير من الناس في أيامنا إلى طب الماكروبيوتك. أو الطب الشمولي. ويقوم هذا النظام على مساعدة كل فرد في المجتمع على العيش بانسجام مع نظام الطبيعة والبيئة. وفي ذلك تشجيع لكل إنسان على تحقيق سعادته وصحته. إذ لا يهدف نظام الماكروبيوتك إلى شفاء الأمراض فحسب بل إلى بناء الصحة وإحلال السلام وتحقيق الحرية على مستوى العائلة والمجتمع والأمة والكون.

ويمكن تلخيص مبادئ المعالجة بالماكروبيوتك بما يلي:


1- فهم نظام الطبيعة: إننا نشهد في الوقت الحاضر احتمال نهاية الحضارة العصرية كنتيجة للانحلال البيولوجي الراسخ والمستمر فالنهاية قد تطرأ بين جيل وآخر. وما علينا لتأكيد ذلك إلا مراجعة الإحصاءات التي تدل على الارتفاع المنتظم في أمراض القلب والسرطان والتصلب المتعددة والصمم وغيرها من الإختلالات الجسدية والعقلية. ولا يقلب هذا المسار ولا يعكس.
عندما نقرر أن نتبع الإجراءات الإيجابية لتغيير أنفسنا يمكننا أن نقلب هذا الوضع المأساوي إلى نقيضه بالنسبة إلى الأفراد والمجتمع في آن. وبالتالي لا تتمثل الطريقة الفضلى لتحقيق هذا الهدف من خلال الاستبطان فحسب بل المسؤولية قبل أي شيء، حتى قبل النظام الغذائي. فإذا أدركنا أولاً أن مرضنا ويأسنا ناتج عن أخطائنا وحكمنا الخاطئ على الأمور وإذا قررنا أن نتغيّر نستطيع عندئذ أن نسير على خطى الصحة والسعادة.

2- يجب أن تكون رؤيتنا شاملة: يطلق اليوم على دراسة الجسد اسم علم الوظائف أو (الفزيولوجيا) في حين تسمى دراسة العقل علم النفس أو (السيكولوجيا). ويعتبر كل من العلمين علماً منفصلاً مستقلاً بذاته. كما ينظر في كل عضو أو جزء من أعضاء الجسم على حدة كما يوجد لكل عضو أخصائي لعلاجه. فإذا اشتكى أحد الأفراد مثلاً من ألم في أذنه ترونه يقصد أخصائي الأذن. إلا أن الأذنين متصلتان بباقي أعضاء الجسم وإصابتهما تعنى اختلالا في باقي الأعضاء.
كما أننا ننصح من يعاني مشاكل في بشرته باستشارة طبيب جلد إلا أننا بهذه المقاربة نهمل المشاكل الداخلية التي تسبب المرض الجلدي كقصور أداء الكبد وعجز الكليتين عن تفريغ الفائض فيهما واختلال الجهازين المعوي والهضمي. وتشهد في الوقت الحاضر تراجعاً في المزايا البيولوجية والنفسية والروحية الإنسانية. ويظهر هذا التراجع في ارتفاع عدد الأمراض الإنحلالية والعقلية وغياب الإنسجام الإجتماعي.

ويجدر بنا لتغيير هذا المسار أن نعيد تقييم وضعنا الحالي وحريّ بنا بدلاً من التحليل والتجزئة أن نكوّن مقاربة علاجية تبنى على رؤية شاملة لعلاقة الإنسان بالكون.

وبطبيعة الحال نتمكن باتباعنا هذه المقاربة من اعتماد تقنيات بسيطة وعملية وسهلة للجميع. فلا يمكن أن تفصل عملية بناء الصحة الجيدة عن الحياة اليومية نفسها.
مراحل المرض

المرض ما هو إلا نتيجة اختلال التوزان مع الطبيعة والكون. وهو يمرّ في طور نموه بالمراحل العامة التالية:


ا- التعب أو الإرهاق: ويشمل التعب الجسدي والتعب الفكري على حد سواء. والشخص الذي يغيّر باستمرار وظيفته أو منزله أو شريكه يعاني من مثل هذا التعب. وعندما يعمل الأشخاص الأصحاء بجهد، يشعرون بالإرهاق، ولكنهم إن حظوا بقسط وافر من النوم، سيستيقظون في صباح اليوم التالي وهم يشعرون بالحيوية وبالاستعداد لمواجهة أي تحدّ أو صعوبة. وبالتالي فإن هذا النوع من التعب يختلف عن التعب المزمن الذي يعاني منه الكثيرون في أيامنا هذه.

حاول أن تقبض بشدة على كتفك أو مؤخرة عنقك. إن شعرت بالألم، تكون معرضاً للإصابة بالتعب المزمن. أما الأسباب الرئيسة لهذه المشكلة المعاصرة، فتتمثل بقلة الحركة الجسدية والإفراط في الأكل والشراب، وبشكل خاص استهلاك كميات كبيرة من اللحوم والسكر، مما يؤثر سلباً على العضلات والدورة الدموية.

2- الآلام: بعض المشاكل كالأوجاع في العضلات وألم الرأس العرضي وآلام الحيض والمغص وغيرها تظهر في المرحلة الثانية من المرض وفي المرحلة التي يضعف فيها الجهاز العصبي.

3- أمراض الدم: 

وتحدث في غالب الأحيان نتيجة لارتفاع معدل الحمض أو الدهون أو الكوليسترول في الدم. وإن بقاء الدم في حالة سيئة على نحو مزمن قد يؤدي إلى أمراض كثيرة كفقر الدم واللوكيميا (ابيضاض الدم) وداء الربو والناعور (النزف الدموي الوراثي) واليرقان وتوسع الأوردة وأمراض الجلد والجذام وغيرها. وهذه مع الأسف الشديد أمراض تسمى غير قابلة للشفاء ومع ذلك من الممكن التحكم بمرض خطير كاللوكيميا مثلاً من خلال اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.

4- الاضطرابات العاطفية: 

وتشمل هذه الفئة نفاذ الصبر والغضب والقلق والخوف والانزعاج، والشخص الذي يتمتع بصحة جيدة يستطيع السيطرة عليها وضبطها، أما إن شعرنا بالغضب ولو لمرة واحدة في السنة ولم نستطع السيطرة على انفعالنا فهذا دليل على أننا لا نتمتع بصحة جيدة.

5- الأمراض العضوية:

 ونذكر كأمثلة على هذه الأمراض السل وداء القلب وداء السكري وانتفاخ الرئة والقرحة والتلف الكبدي وتشكل الحصاة الصفراوية، وفي هذه الحالة تبدأ أعضاء الجسم بالتحلل.

6- الأمراض العصبية:

 وهي تشتمل على أشكال مختلفة من الأمراض العقلية وتصلب الأنسجة والتهاب السحايا والشلل الرعاشي وغيرها. كما وتشتمل هذه الفئة أيضاً على مشاكل الأعصاب المحيطة وبعض الاضطرابات والجرائم الاجتماعية.

7- الغطرسة Arrogance:

 وهو ما يحدث عندما نفصل أنفسنا عن الطبيعة والكون. والغطرسة نوعان أولهما غطرسة من نوع اليانغ وهي تتجلى في الشخصية المهيمنة والمسيطرة التي تسعى لإبعاد الآخرين. أما النوع الثاني من الغطرسة، فهو غطرسة من نوع الين. والأشخاص المنطوون على أنفسهم يعانون من مثل هذه الغطرسة. وهم في غالب الأحيان يرفضون الإصغاء إلى نصيحة الأصدقاء كما يرفضون يد المساعدة الممدودة نحوهم. وكثيرون هم الأشخاص الذين يعانون من هذه المشكلة، وبخاصة الكبار في السن أو الذين يعتبرون أنفسهم أتقياء أو متدينين. والغطرسة هي في الواقع السبب الحقيقي لمختلف الأمراض البشرية، وهي في الوقت نفسه نقطة النهاية لمراحل المرض الست الأولى. وما يحدث في الواقع هو أن الأشخاص الذين يعانون من الغطرسة ينتحرون ويموتون ميتة غير طبيعية بسبب مرض أو حرب أو حادث، أو لأي سبب آخر. وبالتالي فإن الهدف الأساسي للمعالجة بالماكروبيوتك يتمثل بمعالجة الغطرسة.
 تصنيف الأمراض

يمكن تصنيف الأمراض في فئتين: أمراض الضبط والأمراض الانحلالية، يمكن أن نعتبر مراحل المرض (السابقة) من 1 إلى 4 أمراض ضبط ومن 5 إلى7 أمراض انحلالية:

1. أمراض الضبط:

هذا النوع من المرض يظهر عندما يقوم شخص يتبع في العادة نظاماً غذائياً صحياً بتناول طعام غير جيد مما يسبب له الإسهال أو المغص أو الحمى أو التقيّؤ. وبالرّغم من أن هذه العوارض تعتبر في غالب الأحيان أمراضاً، إلا أنها في الواقع دلالة على طرد السموم من الجسم. ومثال آخر على أمراض الضبط، التهاب اللّوزتين الذي يتجلّى عندما يحاول الجهاز اللمفاوي تحديد موضع السموم التي دخلت الجسم عبر أطعمة غير صحية. وفي هذه الحالة، الحمى ما هي إلا محاولة للتخلص من الفائض. وهي مثلها مثل العوارض الأخرى الموافقة، تختفي بمجرّد التخلص من السموم. ومن خلال هذه الضوابط، نبقى في حالة من التوازن والاعتدال.

وتعاني المرأة غالباً عند تناولها الطعام غير المتوازن من عدم انتظام في دورتها الشهرية. ويعتبر ذلك مثالاً آخر عن أمراض الضبط. وكذلك فمن يأكل لحوماً وأطعمة حيوانية تكون رائحة جسده كريهة وليس ذلك سوى عبارة عن تفريغ الفائض أو الزيادة كما هي طبيعة الأمراض الجلدية وآلام الرأس. ولعله من الأفضل في هذه الحالة تفادي معالجة المرض إلا إذا كان حاداً جداً كالحمى التي تتطلب علاجات خاصة ومتى يفرغ الفائض تزول الأعراض. وإذا استمرّينا بالأكل المتوازن خلال هذه العملية يحافظ جسدنا على قوته ونتمكن من تطوير أسلوبنا في العلاج الشخصي. ولا تعتبر أنواع الضبط هذه أمراضاً فعلية.

2- الأمراض الإنحلالية:

هي أمراض حقيقية باعتبارها تنتج عن الإنحلال المزمن لأعضاء الجسم ووظائفه. وكثير من هذه الأمراض يظهر عندما تبدأ خلايا الجسم بالتفكك لتعود إلى شكلها البدائي. فالخلايا تشكلت أساساً من تجمع والتحام ملايين البكتيريا. أما العملية المعاكسة، فدليل على الإصابة بمرض خمجي التهابي. ونذكر كأمثلة على الأمراض الانحلالية: انتفاخ القلب الناجم عن سوء اتساق العضلية القلبية، وقصور الكلى الناجم عن الإفراط في شرب السوائل. ونذكر منها أيضاً الاستهلاك المزمن للسكر المصنع الذي يزيد من معدل الحمض في الدم مما يؤدي إلى انحلال مزمن في نوعية العظام والأسنان. وتشمل الأمراض الانحلالية أيضاً الصرع والسرطان وداء السكري.

إن الشخص الذي قضى سنوات عديدة في تناول الطعام الصحي سيتقيأ أو يصاب بالإسهال عند تناوله الهمبرغر. وهذا يحدث لأن الهمبرغر ليس طعاماً صحياً أو طبيعياً. وإن اعتيادنا على الأكل الصحي يجعل أجسامنا حساسة فيما يتعلق بتأثير الأطعمة. أما إن لم تظهر علينا أية ردة فعل بعد تناول الطعام غير الصحي، فهذا معناه أن الفائض يتراكم في أجسامنا وأن أعضاءنا قد بدأت بالانحلال.

قد لا تظهر الأعراض الخارجية لذلك إلا بعد مرور عشرين عاماً. إلا أن وظائف الأعضاء في أجسامنا بما فيها حكمنا وعقلنا تصاب بالتبلّد طوال فترة استمرارنا بتناول طعام غير طبيعي. وغالباً ما يعجز الناس عن فهم السبب الذي يفرض عليهم الانتقال إلى الأكل الطبيعي. وتكون ردّة فعلهم كالتالي: أمضيت ثلاثين عاماً وأنا أتناول اللحوم وها أنا أتمتع بصحة جيدة. لماذا علي إذاً أن أكفّ عن ذلك. غير أن هؤلاء الأشخاص يصابون غالباً بسكتة قلبية أو بالسرطان. ولنتمكن من فهم آلية المرض، دعنا نلاحظ الفرق بين الحالة والتكوين. فحالتنا هي نتيجة للأكل اليومي وهي إذاً في تبدل مستمر.

من جهة أخرى، يتغير تكويننا ببطء شديد. في حالتنا البدائية، أي حالتنا ونحن في رحم الأم، غذاء الأم هو الذي يحدد هذا التكوين. بعد الولادة، يصبح هذا التكوين خاص بنا حتى بلوغ سن الرابعة والعشرين للرجال والثانية والعشرين للنساء. وتتم هذه العملية مع ظهور أضراس العقل. وبشكل عام تؤثر الأمراض الانحلالية على تكويننا في حين تؤثر أمراض الضبط على حالتنا. 
مستويات الأكل السبعة

يشكل الأكل الوظيفة الأكثر أهمية في حياتنا، سيما وأننا لا نستطيع البقاء من دون غذاء. وهو أيضاً العامل الوحيد الذي يحدد ما إذا كنّا نعيش بانسجام مع محيطنا، وبالتالي ما إذا كنا أصحاء أو مرضى وللأكل سبعة مستويات عامة:

1. الأكل الآلي:

خير مثال على الأكل الآلي ما يقوم به الجنين في رحم أمه من دون وعي أو رغبة. ولكن البعض يواصل الأكل بهذه الطريقة حتى بعد بلوغ سن الرشد. ومثال على ذلك أننا نعود أحياناً إلى المنزل ونقصد البراد مباشرة وبشكل آلي بحثاً عما نأكله حتى من دون أن نغسل أيدينا أو نخلع معاطفنا.

2. الأكل الحسّي:

يبدأ هذا المستوى في الأكل بالتطور ما أن تتطور حواسّنا بعد ولادتنا: وهو يستند إلى ما نفضل من مذاقات وروائح وألوان. وبالرّغم من أن معظم الناس يتبعون هذا المستوى إلا أنه ضار بالصحة مثله مثل الأكل الآلي.

3. الأكل العاطفي:

بالرغم من أن هذه الطريقة في الأكل قد لا تروق لنا، إلا أننا نتبعها حين نخرج برفقة بعض الأصدقاء والأهل بغية إرضائهم. والعشاء على ضوء الشموع وأنغام الموسيقى مثال على الأكل العاطفي. إلا أن هذا المستوى في الأكل قد يسبب أيضاً تدهوراً في حالتنا الصحية: إنه الأكل لإرضاء الغير.

4. الأكل العقلاني:

يستند هذا المستوى في الأكل إلى النصائح الغذائية التي يقدمها لنا علماء التغذية، وهو أسلوب رائج جداً بين العلماء وأساتذة الجامعات ولكنه بمعظمه غير فعّال نظراً لكلفته المرتفعة والتي تجعله بعيداً عن متناول العامة. أضف إلى ذلك أن بعض النظريات الغذائية خاطئة وضارة.

5. الأكل الإجتماعي:

يتجلّى هذا المستوى الاجتماعي في الأكل عندما نأخذ بعين الاعتبار تكلفة الطعام. مثال على ذلك أن شخصاً يمكنه تحمّل كلفة اللحم والبيض والحليب، لا يكثر من هذه الأطعمة، مساهمة منه في توفيرها للأشخاص الأقل ثراء منه. وإن هذا المستوى في الأكل رائج جداً في المجتمعات الشيوعية والاشتراكية إلا أنه ليس المستوى الأمثل، باعتباره يركز على الكمية لا على النوعية.

6. الأكل الايديولوجي:

والمقصود به العادات الغذائية في بعض الأديان كالتعاليم الغذائية التي أتى بها الأنبياء. ولكن هذه التعاليم زالت تقريباً نظراً لكونها تنحصر في البيئات التي نشأت فيها. فقلّة من المسيحيين مثلاً يأكلون اليوم على طريقة المسيح.

7. الأكل الحر:

لا نقصد بالأكل الحر الأكل الفوضوي، بل الأكل بحرية على نحو منسجم مع نظام الكون. فعلى سبيل المثال إن قمت بزيارة للباكستان أو جنوب أميركا، أفضل ما يمكنك فعله هو الإطلاع على العادات الغذائية لسكان المنطقة المقصودة. وفي ما بعد يمكنك تعديل النظام الغذائي بحسب التغيرات الموسمية واحتياجاتك الشخصية. وبالتالي، المقصود بالأكل الحر القدرة على التكيّف بحرية مع المحيط مما يوفر للمرء الصحة والسعادة. وإن نظام الماكروبيوتك الغذائي يجسد هذا المستوى في الأكل باعتباره يستند إلى التكيّف مع الطبيعة والكون. 
النمو التدريجي للمرض

لا يقتصر نظام الماكروبيوتك في المعالجة الطبيعية على مداواة أعراض الأمراض فحسب بل يتعداها إلى تعريف الناس بممارسة وفهم نظام حياتي ينسجم مع الطبيعة والكون، إذ تأتي الصحة والسعادة نتيجة حياة منسجمة مع الطبيعة؛ فيما يعتبر المرض حصيلة التصرفات والتفكير والعيش بأسلوب غير منسجم مع نظام الطبيعة. فإذا اخترنا بإرادتنا الحرة ألا ننسجم مع بيئتنا لا بد من أن نصاب بالمرض كونه العملية الطبيعية لإعادة إحلال التوافق في هذه الحالة.

من هنا تقوم الطريقة الأساسية للقضاء على المرض على إعادة بناء أنفسنا للتمتع بحالة من الإنسجام مع العالم. هذه هي فعلياً الحالة الإنسانية الطبيعية ويمكن تحقيقها عبر تطبيق الأسلوبين التاليين:

1 - المقاربة الغذائية:

إن التغذية الصحيحة هي الطريقة الأساسية لإحلال الانسجام مع بيئتنا. فإذا كان غذاؤنا اليومي متوافقاً مع بيئتنا فإن دمنا وخلايانا وبالتالي عواطفنا وأفكارنا ووعينا ستتوافق معه ويتولد الانسجام من خلال التقاء النقيضين كالتقاء الرجل والمرأة مثلاً والتقاء كل ما لا يعد ويحصى من الظواهر المتكاملة في العالم. ويشار إلى التقاء الرجل بالمرأة بالجنس بينما يعرف التقاء البشر بالمملكة النباتية بالتغذية. ومن المعروف أن التغذية الصحيحة هي جوهر المعالجة الطبيعية ولا يمكن من دونها شفاء المرض ومداواته تماماً.

2- المقاربة الذهنية:

يدل المرض كذلك على الفوضى أو اختلال التفكير. وعلى الناس مهما كان نوع المرض الذي يعانونه أن ينظروا إلى المعالجة كوسيلة تعلمهم كيفية التكيّف مع نظام الطبيعة والكون. المحافظة على هذا الانسجام، والتعليم هو في الواقع أهم ما نتلقاه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق